أوروبا تقلص تبادل المعلومات الاستخباراتية مع واشنطن خشية استخدامها ضد فنزويلا
أبدت عدد من الدول الأوروبية، بما فيها فرنسا وهولندا والمملكة المتحدة، قلقها من العمليات العسكرية الأمريكية المتصاعدة ضد ما تصفها واشنطن بـ"تجار المخدرات الفنزويليين"، وبدأت تقليص تبادل المعلومات الاستخباراتية مع الولايات المتحدة لتجنب استخدامها في ضربات قد تُعتبر غير قانونية داخل أراضيها أو مناطق نفوذها في البحر الكاريبي.
وتملك هذه الدول أقاليم حساسة في المنطقة: فالمملكة المتحدة لها أقاليم صغيرة، بينما مارتينيك وغوادلوب وغويانا الفرنسية أجزاء رسمية من الأراضي الفرنسية، وهولندا تسيطر على ثلاث جزر قريبة من فنزويلا تُعرف باسم "جزر إيه بي سي" (أروبا وبونير وكوراساو)، ما يجعلها أكثر عرضة لأي تصعيد.
من جانبها، تتهم فنزويلا واشنطن بالسعي إلى تغيير النظام في كراكاس عبر تعزيز وجودها العسكري، بما في ذلك نشر حاملة طائرات وسفن حربية وطائرات شبح في المنطقة، بينما تصف الولايات المتحدة الرئيس نيكولاس مادورو بأنه يقود "كارتل مخدرات إرهابي"، وهو ما تنفيه كراكاس.
وقال مسؤولون أوروبيون إن هذا الإجراء يهدف لتجنب التورط في عمليات قد تُعتبر غير قانونية داخل نطاق سيادة الدول الأوروبية، مؤكدين أنهم يوازنون بين حماية مصالحهم القانونية وعدم استعداء واشنطن التي تزودهم بمعلومات استخباراتية أساسية.
وأشار رئيس وكالة مكافحة المخدرات الفرنسية في الكاريبي، ديمتري زولاس، إلى أن بلاده لن ترسل أي معلومات استخباراتية يمكن استخدامها كغطاء لشن ضربات عسكرية، فيما أكد رئيس جهاز الاستخبارات المدني الهولندي إريك أكيربوم على اليقظة تجاه احتمال تسييس الأجهزة والانتهاكات المحتملة لحقوق الإنسان.
وتابع الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات الخارجية البريطانية (MI6)، ريتشارد ديرلوف، أن هذه الخطوة ليست استثنائية، وأنها إجراء موضعي لتجنب التواطؤ في عمليات قد تكون قانونية في الولايات المتحدة ولكن غير قانونية في أوروبا، مؤكداً أن التعاون الاستخباراتي عبر الأطلسي لا يزال قائماً ضمن الإطار العام.

